1 قراءة دقيقة
عام تجديد العهد مع الله

أبدأ بقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم: (وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ*وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ) صدق الله العظيم - المدثر (35).

وقد صدق رسول صلَّى الله عليه وسلَّم: «اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَك قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ».

مضت مسيرة اثنتا عشر شهراً لتطوي صفحات عام مر بكل ما فيه من ظروف وتحديات وإنجازات وأفراح واتراح، فكم من أحداث عصفت بنا غيرت مسيرة الحياة لتكون نفعا عند أقوام وضرر عند آخرين، وكم من الإنجازات سُطرت لتبقى محفوظة في الذاكرة ونستبشر بها خيراً، وكم من الأحبة فقدناهم أمواتًا وهم أحياء في قلوبنا، وكم ممن كنا نظنهم أصدقاء فقدناهم أحياء ثم ماتوا في قلوبنا. 

ها نحن على أعتاب عام جديد نستقبله بكل ما فيه، لنؤكد أن الأعوام والأيام المتعاقبة ما هي إلا أرقام لتحديد الزمان، عام نجدد فيه العهد مع الله، فليكن شعارنا مع كل بداية الأخذ بوصية رسول البشرية ولنغتنم خمس قبل خمس، وليكن يقيننا بالله أن ما هو مكتوب لك آتٍ، وما هو مكتوب لغيرك لن تناله حتى لو كان بينك وبينه شعرة، وليكن شعارنا الاتكال على الله آخذين بالأسباب بالعمل والجد والمثابرة، وليكن شعارنا أننا على الأرض نبني لأرواحنا في السماء وأن الله سبحانه وتعالى خلقنا لعمارة الأرض لا لهدمها، وليكن شعارنا بأن نكون أمة منتجة لا مستهلكة، يدب بنا النشاط لا الخمول، وليكن شعارنا نحو المحبة وتآلف القلوب بعيداً عن الحقد والحسد والبغضاء.

فهذه هي سنة الله في كونه إلى أن تمر السنوات، ويتعاقب الليل والنهار، ويزداد العمر شيبة، وتتوارث الأجيال إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فنسأل الله أن يغفر ويعفو عن ما مضى وأن يكتب لنا ولكم الخير فيما تبقى.

رابط المقال في القلعة نيوز

https://alqalahnews.net/article/292517