بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم. أما بعد أبدأ بقوله تعالى: ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24)﴾ صدق الله العظيم
لقد أصبح الهاتف المحمول جزء أساسي في حياة الإنسان في هذه الأيام، كما أن مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت ملاذاً للكثير من المجتمعات بحسب كل دولة في استخدام تلك المواقع.
وقد انتشر تقرير على موقع الجزيرة خلال العام 2021، أن أكثر من نصف سكان العالم بحوالي نسبة51% يستخدمون هذه المواقع، كما يقضي معظم الناس نصف وقتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال استخدام الهاتف المحمول.
أيها الأفاضل المتابع للمشهد الأخير على مواقع التواصل الاجتماعي في هذه الأيام يشهد إلى أين وصل بنا الحال، من اختلال لمنظومة الأخلاق لدى بعض مرتاديها، وبعض منصاتها الإخبارية التي باتت تبتعد عن مهنيتها بتوافه أخبارها، وإلى أين وصل بنا الحال مما نتابع من هاشتقات ساذجة ومحتويات فارغة تصدرت صفحات تلك المواقع بهدف جلب بضع مشاهدات وبضع لايكات لأحد التافهين والسذج في هذا الزمان.
أما والله أن هذا آخر الزمان الذي انتشر فيه جراد المحتوى التافه الآكل للعقول الذي نراه على تلك المواقع، واستفزاز للمشاعر، والمشاحنات التي باتت نار فتنتها تحرق المجتمعات، ناهيك عن احتقار أصحاب العلم والفكر والثقافة على تلك المواقع.
أيها الأفاضل لنتق الله في أنفسنا، ونحرص على استخدامنا لهذه النعم التي انعم الله بها علينا، فهي سلاح ذو حدين إما أن تستخدمه في الخير أو تستخدمه في الشر، ولنحذر كل الحذر من فتنتها، فإن النفس اليوم باتت بين توافه أخبارها وهاشتقات سذاجتها.