1 قراءة دقيقة
لوحة فنية في زمن تائه

   يُذكر أن امرأة تُدعى عذراء قد دخلت على الإمام الشافعي رحمه الله فاتهمته بالزنا معها، فذكرت ذلك وهو يُدّرس تلاميذه في المسجد فقالت: يا شافعي أتزني بالليل وتخطب في الصبح، فقال لها الإمام الشافعي: يا عذراء كم حسابك؟

     مما أثار ذلك تلاميذه وأزعجهم فهموا بالإنصراف، فالتفت لهم الإمام رحمه الله وقال لهم: اعتبروني كالتمر خذوا منه الحلاوة ودعوا النواة. فجاء رجل يخبر بحريق بيت عذارء وفيه أطفالها، ففزع الجميع لإنقاذه ودخل الإمام الشافعي وأنقذ أطفالها، فقالت عذاراء للإمام الشافعي: يا إمام والله إن اليهود قد أجبروني أن أشوه صورتك أمام تلاميذك.

     فإذا كان هذا بالإمام الشافعي رحمه الله فكيف بحالنا في زمن تاهت فيه لوحات فنية في زمن الصور المزيفة، وكم من الصور المزيفة قد شوهت لوحات فنية قد رُسمت في سنوات، ها هي وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت تفرد لنا أوراقًا وتخلط الماء بالزيت، وتفصل المقاسات وتُلبس ثياب التزييف والنفاق وتضارب المصالح الشخصية على حساب المصالح العامة.

     لقد وصلنا إلى زمن يكذب فيه الصادق ويصدق فيه الكاذب، وقد وصلنا إلى زمن التطبيل والتسفيق لقشور البصل، ووجهنا البوصلة للصور المزيفة، وهاقد ضعف البصر تجاه اللوحات الفنية التي رسمناها زمن تائه.